الصندوق الفلسطيني للتشغيل يوقع اتفاقية تعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومؤسسة GIZ لتنفيذ مشروع

 وقع الصندوق الفلسطيني للتشغيل اتفاقية تعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومؤسسة GIZ لتنفيذ مشروع مبتكر للتعليم والتدريب الفني والمهني (TVET) تحت عنوان “Learn to Earn” -"تعلم لتكسب"، الذي يستهدف  الشباب الباحثين عن عمل في قطاع غزة الذين ينتمون للعائلات الأشد ضعفاً لتزويدهم بالمهارات اللازمة لدخول سوق العمل.

 

تأتي هذه الاتفاقية، كجزء من التزام برنامج الأغذية العالمي بدعم الشركاء الوطنيين والمنظمات غير الحكومية في فلسطين، من خلال توجيه التمويل للتنمية والمشاريع المؤثرة للمساعدة في  القضاء على الجوع  والفقر والبطالة في فلسطين، وبالتحديد في قطاع غزة حيث ترتفع معدلات البطالة هناك لتصل إلى 46.6%، مما ولد حالة من انعدام الأمن الغذائي بسبب عدم قدرة الأفراد والعائلات على إعالة أنفسهم.

 

من خلال مشروع "تعلم لتكسب"، يتعاون برنامج الأغذية العالمي مع GIZ والصندوق الفلسطيني للتشغيل، لتعزيز الإدماج المالي والاجتماعي، وتسهيل انتقال الخريجين من الاعتماد على المساعدات إلى الاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال توفير دورات مصممة للتعليم والتدريب المهني والتقني، وفرص تدريبية مدفوعة الأجر، أو فرص لخلق عمل حر.

 

رحب وزير العمل ورئيس مجلس إدارة الصندوق الفلسطيني للتشغيل، د.نصري أبو جيش بهذا التعاون، والذي يدعم تحقيق توجهات الحكومة الفلسطينية في التحول من الاحتياج للإنتاج، وينسجم مع  تطلعات الاستراتيجية الوطنية للتشغيل في محاربة الفقر والبطالة، حيث يشكل القطاع التقني والمهني فرصة للتخفيف من آثار البطالة بين الشباب الفلسطيني الباحث عن عمل.

 

وأكدّ د.أبو جيش أن وزارة العمل وذراعها التنفيذي "صندوق التشغيل" تصب جهدها على تطوير القطاع المهني في فلسطين، حيث تم تطوير مراكز التدريب المهني القائمة، وزيادة عدد البرامج التدريبية التي تقدمها، إلى جانب مضاعفة عدد الخاص منها من 120 مركز إلى 250 مركز خلال ثلاث سنوات.

 وأوضح د. ابو جيش أنه يجري العمل على توجيه البرامج المهنية الفلسطينية تجاه المهن العصرية كالرقمنة والطاقة الشمسية والاقتصاد الأخضر، حيث تم إنشاء جامعة مهنية تقنية في نابلس لتدريس مختلف التخصصات المهنية التي يحتاجها سوق العمل الفلسطيني والعربي".

 

قال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في فلسطين سامر عبد الجابر: "لقد شهدنا النتائج الإيجابية لمشاريع التعليم والتدريب المهني والتقني التي نفذها البرنامج في فلسطين، ووجدنا أن الشباب المجهزون والمهرة هم أكثر قدرة على إعالة أنفسهم وأسرهم. 

أكد عبد الجابر أن التعليم والتمكين الاقتصادي هما أداتان قويتان لكسر دائرة الاعتماد على المساعدات، ولتحسين حياة العائلات الأشد ضعفاً، مؤكداً استعداد وحماسة برنامج الأغذية العالمي للتعاون مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل PEF"" وGIZ لإحداث تأثير هادف وتغيير الحياة.

 

من جانبه، قال ممثل GIZ السيد  Johannes  Majewski: " يسر GIZ أن تعلن عن هذه الشراكة الاستراتيجية وتتطلع إلى نجاح هذا التدخل الذي يهدف إلى تعزيز قدرات وآفاق الشباب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة. وتؤكد هذه الشراكة على الأدوار والكفاءات التكميلية والجهود الموحدة لجميع الأطراف لتحقيق اكبر قدر من التأثير الإيجابي على أرض الواقع."

 

ويستفيد هذا المشروع من الخبرة وروح التعاون بين المنظمات الثلاث؛ من حيث خبرة كل من الصندوق الفلسطيني للتشغيل وشبكاته في سوق العمل، وكذلك الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بخبرتها الطويلة في مجال التعليم والتدريب المهني والتقني وضمان ظروف العمل اللائقة في فلسطين، وبرنامج الأغذية العالمي بخبرته في المساعدات الإنسانية، فمن خلال دمج الخبرات والموارد، سيتمكن المشروع من تقديم دعم شامل للأشخاص الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي الذين يخدمهم برنامج الأغذية العالمي في غزة، ولتمكينهم بالمهارات والفرص التي يحتاجونها لدخول سوق العمل وتأمين مستقبل أكثر إشراقًا.

 

استجابة للآثار المجتمعة الناجمة عن التصعيد المثير للقلق في أعمال العنف، وتدهور الاقتصاد، وتدهور الظروف الإنسانية التي لا يزال يتعرض لها الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، يتدخل برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه لوضع الأساس لتغيير إيجابي دائم في حياة الفلسطينيين، من خلال الشراكة من أجل تنمية المهارات، وخلق فرص العمل، وريادة الأعمال، ولتحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، لتمكين الشباب من تحسين حياتهم، ولقيادة الابتكار والتغيير.

 

ومن المقرر إطلاق هذا المشروع المشترك بحلول نهاية سبتمبر، وسيستمر لمدة ثمانية أشهر، ومن المتوقع أن يكون بمثابة نموذج لمبادرات مماثلة، مما يدل على إمكانية التعاون بين المنظمات الإنسانية، ومؤسسات سوق العمل الخاصة، والوكالات الحكومية لدفع التنمية المستدامة.